بقلم : زكى عرفه
مما لا شك فيه أننا توارثنا من الأجيال السابقه الكثير من الحكم والمواعظ .. فمنها ما نتداوله على أنه نوع من أنواع الأمثال و أصبح معروفآ بيننا ، و منه من هو ملاصق لبعض شخصيات المجتمع ، بل .. و التعبير الصحيح إنه أصبح شخصية الكثير ممن يعيشون معنا فى هذا المجتمع . من هذه الصفات التى لا يفضلها منا الكثير ، بل .. لا يتفق شخصان من أفراد هذا المجتمع لحبها ، الا و هى " قلة الأصل " .
وقلة الأصل من الصفات التي لا يفضلها الناس حيث يعد الشخص قليل الأصل ناكر للجميل ، و إنه لا يدين بالفضل أبدآ لأي شخص في الحياة .. والأصل في المعني تعني أصل كل شيء تتعامل به من أكل و طعام وشراب وكل ما يحيط بنا .. فأصل الأثاث المنزلى الذي تجلس عليه هو الشجر .. وأصل الخبز هو القمح .. وهذا هو الأصل لو أردنا تعريفه كمصطلح علمى ، وعكس الأصل هو قلة الأصل ، والتي لا تخرج إلا من إنسان ناكر للجميل .. بالإضافة إلى قلة الوفاء في حياة هذا الشخص نحو الآخرين ، ومنذ القدم وحتى اليوم وردت الكثير من الجمل والأمثال ، خاصة الأمثال الشعبية عن قلة الأصل وكيف نتعامل مع الشخص قليل الأصل؟
وهنا قررت أن أكتب هذه الكلمات فى مقالى هذا .. و أنا اطلق على هذه الشخصيه كلمات يستحق ان يسمى بها .. كلمات تصف كل ما يحمله هذا الشخص " قليل الأصل " من صفات تمتنع أن تتلفظ بها ألسنتنا .. و يجزع كل منا عندما يلتقى بمن به هذه الصفات الغير سويه .. فأطلق عليه " قليل الأصل و ناكر الجميل و به جحود " ، خاصة من تقابلهم في حياتك ، وتعطيهم من وقتك ، وتخلص لهم وتساعدهم فى حياتهم ، وتهتم بهم بإستمرار .. و تضحى بكثير من أجلهم و أنت تعرف أنهم لا يستحقون كل هذا الإهتمام ، و كل هذه التضحيات ، و لكنك نشأت فى بيت تعلمت منه الأصل ، حتى .. لو كان مع قليل الأصل .
و تكون النتيجة نكران الجميل ، و الغريب أن قليل الأصل لا يعترف بتضحيات من تنازل و ضحى من أجله ، بل .. هو لا يعترف اصلآ بوجوده فى حياته .
عزيزى القارىء هل تعرف لماذا هذا الشخص " قليل الأصل " لم يعترف بمن يساعده و لو حتى بتقديم كلمة شكر له عما قام به من أجله ؟! لأنك انت من أعطيته أكثر من حقه ، انت من إقتربت منه و الكل تركه لقلة أصله ، أنت من جعلته يشعر بأنه أفضل منك برغم إنه أقل منك بكثير ، أنت من جعلته يرى نفسه شخص مرغوب فيه و هو لا يرى وجودك أصلآ فى حياته ، انت كنت تمسك به و تعلوا به لترفعه و هو فى نفس الوقت يخطط لك كيف يقوم بهدمك .
فلا تحزن على أى شىء قدمته ، و لا تغير صفاتك الحسنه و أصلك الذى تربيت عليه ، و اكمل طريقك و إبدأ من جديد مع من يستحق وجودك معه .
و لا تظن أن هذه هى نهاية الدنيا ، فأننا نسير فى دنيا بها طريق واحد .. و كما قابلنا " قليل الأصل ، سنلتقى بالأصيل .. فلم نعرف طعم السكر .. إلا بعد أن تذوقنا طعم الملح .
و ليس كل من حولنا " طالح " .. و لكن هناك الكثير حولنا " صالح " ، و المهم أن نتعلم من تجربتنا لكى لا نقع فى فخ قليل الأصل .