بقلم زكى عرفه :
مما لا شك فیه أن الفراغ العاطفى ھو تلك الفجوة التي یشعر بھا الفرد عندما لا یجد من یفیض علیه حناناً ومشاعر تجعله یحس بأھمیتة وقیمتة الذاتیة ، وفي المقابل أیضآ عندما یتلفت لمن حوله فلا یجد من یفضى له بما داخله من حب وعواطف طیبه ، سواء كانت من حنان الأمومة والأبوة والأخوة ، أو .. الصداقة وغیرھا .
ولا نبالغ إذا قلنا إن معظم الشباب والفتیات یعانون من مشكلة الفراغ العاطفى ، والذي یعد من أكبر أسباب الإكتئاب عند فئة كثیرة من البشر ، والسبب قد يرجع إلى غیاب حضن أسرى دافئ یسع الشاب .. أو الشابة منذ الطفولة للإشباع العاطفى ، وللتعبیر بكل حریة عما يريدونه من أسرھم لسد حاجاتھم .. فالآباء بالدرجة الأولى قد ینصاعون وراء توفیر متطلبات الحیاة المادیة لأبنائھم ، ناسین أو متناسین أنه قد یستغنى الشباب عن حاجاتھم المادیة فى حین إنهم یتشبثون بكل ما ھو
معنوي متعلق بالأحاسیس من حب ، وحنان ، وعطف أسري یشدھم إلى مجتمعھم المصغر الذي ھو الأسرة .
كما أن من أسباب الفراغ العاطفي عند الشباب ضعف الوازع الدینى عندھم ، والقصور التربوي في توجیھھم .
وكذلك عدم إستغلال طاقات الشباب فیما یفید وینفع ، وتركھم فریسه للفراغ و مثل اللعبه یستغلھا من یتاجرون بآمالھم وأحلامھم .
ولحل مشكلة الفراغ العاطفى عند الشباب لا بد من عدة أمور ....
اولها تقویة صلتھم بالله تعالى ، وربطھم بالدین منھجاً وسلوكاً لأن الإیمان ھو العاصم الأول للإنسان من الخطأ والإنحراف .
ومما لا شك فیه أیضآ أن الحنان الأسرى والإشباع العاطفي منذ الطفولة من حق أولادنا ، وله تأثیره الواضح على تفكیرھم ، وعلى سلوكیاتھم .
كما ینادي علماء التربیة بضرورة إحترام مشاعر الأولاد ، وتقدیر كل مرحلة عمریة یمرون بھا ، وإعطاءھا حقھا من جمیع النواحى قدر الإمكان من الناحیة العقلیة ، والاجتماعیة ، والنفسیة ، ومحاولة سد حاجتھم فیھا لما له من أثر كبیر في ملء الفراغ العاطفى في نفوسھم .
ومن إحترام الشباب وتقدیرھم فتح باب الحوار والتواصل معھم ، والإجابة على أسئلتھم بكل وضوح ، على أن یكون ذلك بھدوء ، وتعقل .. وإحتواءھم بكل ما تعنیه ھذه الكلمات .
كما أن یجب عدم الإستخفاف بالشباب والإستھزاء بھم فھو من الأسالیب الخاطئة التي تؤدي إلى نفور الشباب وإنعزالھم عمن حولھم ، وعدم التواصل معھم .. كما یجب حثھم على أهمية وجودهم و دورهم الهام فى بناء المستقبل فهم الأعمده الأساسيه لهذا المستقبل ، و بدونهم لن تكون هناك حياه ، و تشجيعهم الدائم لتقوية ثقتهم بأنفسهم من أجل بناء شباب ناجح و سوى نفسيآ .