بقلم : زكى عرفه
مما لا شك فيه أن كل منا يبحث عن السعاده، فهناك من يراها فى المال .. و هناك من يراها فى الصحه و الأولاد و القصور و.... ، و لكن من ينظر الى الحياه نظرة صائبه يعرف أن السعاده تتلخص فى راحة البال و القرب الى الله عز وجل، و الرضا بما قسمه الله له .
و لقد شاهدنا فى السنوات الأخيره إرتفاع نسب الطلاق بطريقه ملحوظه جداً.. و تعددت الأسباب ، فمنها من هو واضح و منها من هو غامض و منها بدون اسباب، يعنى بكل وضوح تقدر حضرتك تعتبره
طلاق بدون اى سبب .. و بمعنى اوضح و هو أن احد الطرفين إستيقظ فى الصباح و قد قرر الطلاق ..!!.
و فى بداية مقالى أود أن اوضح إننى لا أنفى أو استنكر أن هناك الكثير من الرجال هم السبب الرئيسى فى فشل العلاقه الزوجيه، و قد سردت هذا فى بعض مقالاتى.. و لكنى اليوم أتحدث فى مقالى عن سبب و ظاهره كثرت و تسببت فى ارتفاع نسب الطلاق، ألا و هى المرأه المريضه نفسياًً و لكى أكون واضح أقول ان مقالى عن المرأة التى تدهور مرضها النفسى بعد فشلها فى الإنجاب و عدم رضاها بقضاء الله فتحولت الى إمرأه عدوانيه و متسلطه تؤذى نفسها و زوجها و تهدم بيت الزوجيه..!! .
فهناك بعض النساء لم يستطيعوا الإنجاب لأسباب مرضيه برغم تعدد المحاولات و رغم التطور الطبى و العلمى الذى نشاهده ، و هذا قدر الله عز و جل .
و يسلم الزوح لأمر الله و يرضى بقضاءه .. و لكن الزوجه لم ترضى بما قسم الله لها و يظهر ذلك فى ردود أفعالها و تصرفاتها .
و نرى الزوج يستجيب لإرادة الله عز وجل و بعقله الراجح ، و قلبه الطيب يعزم و يتعاهد ان يساعد زوجته فى تخطى محنتها النفسيه فأصبح يتعامل معها بأفضل مما كان ، و بدأ يتغاضى عن عصبيتها و حدتها فى المعامله معه لتخطى المحنه ، و يقترب منها بقدر كبير لكى لا تشعر بما اصابها.. و لكن .. للأسف الفكر الخاطىء و العقل المدمر أوهموها بأن زوجها يعاملها بتلك المعامله الحسنه لغرض ما .. فتنقلب الزوجه على زوجها و تظهر مرضها النفسى الذى طرأ عليها بسبب عدم الإنجاب ، و يوم بعد يوم تبتعد عن زوجها ظناً منها أن نواياه سيئه، و تقول لنفسها لماذا يتحملنى و يعاملنى بحب و انا اعامله بهذه الطريقه القاسيه؟!!.
وتجيب هذه الزوجه على نفسها بأنه يعاملها بحسن لأنه ينتظر موتها ليرثها .. و تجبب أخرى انه يمثل الحب لكى ينال اغراض لم اعرفها ، و تبدأ الزوجه المضطربه نفسياً فى سرد الأفكار الشيطانيه لكى تبرهن لنفسها صحة تفكيرها و عدم إعترافها بما ترتكبه من اخطاء.
و فى نفس الوقت التى تفكر فيه كيف تتخلص من زوجها سواء بالتطاول عليه بالكلام أو سوء المعامله ، و تخطط من خلال فكرها المريض كيف تنال حريتها و تطلق منه .. و الغريب أن الزوج يفكر فى نفس الوقت كيف يسعد زوجته و يعوضها عن فقدان الأمومه ، و كل ما يدور بخاطره انه سوف يتحملها و يساعدها بدافع الحب و العشره فهى زوجته التى شاركته حزنه و فرحه .
و كلما يفعل الزوج هذا التصرف النبيل، كلما تزداد الزوجه سوءاً فى معاملة زوجها و يزداد ظنها و شكها فيه .
و الغريب اننا لا نرى فى هذه الأيام أى تصرف ايجابى من اهل الزوجه المتسلطه فى تلك الحالات كما كان يحدث من قبل ، و كما تعودنا ان نراه دائماً .
و تتفكك الأسره .. و يهدم عش الزوجيه ، و يكون الطلاق أقل الخسائر ، و الغريب فى هذه الحالات أن عندما تقرر الزوجه الطلاق بدون أى مقدمات و بدون إبداء اى أسباب مسبقه ، ترى حضور كبير لكل افراد اسرة الزوجه ، وحضر الجميع لمناقشة شىء واحد ألا و هو حقوق الزوجه الماليه من مؤخر صداق و نفقه و قائمة المنقولات ، و لم بجتمعوا من أجل الصلح بين الزوجين ، و تناسوا أن هذا فرض عليهم و بدون معرفة سبب الطلاق .
و الزوج وقتها لا حول له ولا قوه فليس امامه شىء يقدمه اكثر مما قدمه لها من حب و عطف و تنازل و تحمل .
و الغريب أن بعد إتمام الطلاق، و ذهاب كلا الزوجبن فى حال سبيله الا إننا نرى الزوجه المريضه نفسياً التى هدمت عش الزوجيه تتجه بعد إفساد حياتها لإفساد حياة طليقها، و ذلك من خلال إفتعال المشاكل بين زوجنا السابق و اسرته ، و ايضاً فى محيط عمله لكى تهدم حياته ، و فى كثير من الأحيان تنجح الزوجه فى هدم حياة زوجها السابق، و قد يساعدها التطور التكنولوجى و يرامج التواصل التى يستخدمها الكثير فى إفساد حياة الأخرين .
عزيزى القارىء .. الغرض من مقالى هذا هو رساله الى كل زوج و زوجه متمنياً لهم أن يستأصلوا الأفكار الشيطانيه و السلبيه و كل منهم يرضى بما قسم الله لهم . كما يجب على كل منهم أن يحسن الظن بالآخر ، فالله أعلم بما يكمن بداخلنا و بالنوايا .. فليس كل ما تراه العين حقيقى .. فهناك كثير من الأشياء التى نراها وتحدث امامنا من اشخاص و نحكم عليهم بالفجر و الفسوق و هى عكس ذلك !!..
و ليس لأحد الحق فى الحكم على الآخر بأنه صادق او كاذب بدون دليل مادى .. و ليس من احد الحق فى الحكم على شخص بأنه صالح أو طالح .. و يجب على كل من الأزواج أن لا يقلل من أفعال و أقوال و مشاعر الآخر ..!! ، و عندما يتنازل أحد الزوجين للثانى بفعل أو بقول أو بمعامله يجب أن لا يعتبره الأخر تقليل من شأنه و مكانته و شخصيته .. فربما فعل ذلك من أجلك أنت ، لأنك أقرب شخص عنده .
و لا تفشى أسرار شريك حياتك ، و لو لأقرب الناس اليك ..!!، و ربما يوماً يجمعكم القدر ، فلن تستطيع أن تدافع عن نفسك لما إقترفته من عمل أذيت به شريك حياتك .