بقلم : آية البدري
أيام قليلة وينتهي عام 2020 بأحداثه وأيامه الثقيلة التي كانت مليئة بالأحداث الغير متوقعة إطلاقاً . في العشية الأخيرة من عام 2019 وكالعادة بدأت الإحتفالات والترحيب بقدوم العام الجديد 2020 وكل منا يتمني أن يحقق ما لا لم يستطيع تحقيقه في أعوامه السابقة ،
بدأ الأمر في البداية طبيعياً جداً و الأجواء كلها حماس لتتخطى عقارب الساعة الثانية عشر صباحاً وتعلن عن بدء اليوم الأول في العام الجديد . وعلى طريقة أفلام الرعب أتت البداية هادئة الهدوء الذي يسبق العاصفة كما يقال وبرغم ذلك لم تكن البداية عادية تماماً فمنذ اليوم الأول من شهر يناير الذي أستمرت فيه حرائق غابات أستراليا ، حيث أضطر ألاف الأشخاص الإحتماء بشواطيء جنوب شرق أستراليا هرباً من الحرائق العنيفة التي تجتاح هذة المنطقة السياحية وكانت تلك الحرائق قد إندلعت منذ سبتمبر من العام السابق و انتهت تماماً في مطلع فبراير من العام الحالي
لتأتي مرحلة تصاعد الأحداث ليعلن في نهاية شهر يناير تحديداً بدء انتشار سلالة جديدة من فيروس كورونا في الصين ، مؤدياً لوفاة أكثر من 80 شخصاً ، وإصابة أكثر من 2000 . لتعلن منظمة الصحة العالمية أن فيروس كورونا أصبح يمثل حالة طوارىء صحية عالمية وذلك مع ظهور حالات إصابة في دول أخرى غير الصين كانت هناك محاولات جبارة للنجاة كان لابد منها كفرض قيود على الطيران والتحركات والتجمعات بشكل عام للحد من انتشاره تماما كما أننا أخذنا في تطبيق الإجراءات الإحترازية والوقائية لتجنب الإصابة من ذلك الفيرس اللعين الذي أجتاح العالم وشل حركته وبث الذعر والرعب في نفوس البشرية وليصبح هم العالم الأكبر لتنحصر أحاديث الناس والإعلام عن كورونا وعدد المصابين الذي تخطى حاجز 80.40 مليون شخص بينهم 1.76مليون حالة وفاة وحوالي 45.4 مليون حالة تماثلت للشفاء حول العالم حتى الأن والأعراض وكيفية الوقاية منه وكم ضغط الرعاية الصحية الذي لم تتحمله بعض الدول من بينها دول متقدمة طبياً وعلمياً.
. فأصبح التلفاز بعد ماكان مصدر تثقيف وترفيه وتقضية وقت لطيف أصبح مرعب كتلفاز راشيل (نعومي واتس ) في فيلم (THE RING ) الذي ما أن تجلس أمامه تخرج تلك الفتاة من البئر لتحكم قبضتها على رقبتك لتثير الذعر فى قلبك.
ليست أخبار كورونا فقط فالحبكة تحتاج لأحداث جانبية متفرعة حتى تضمن جودة القصة والإقناع ليأتي الأنفجار الضخم في مرفأ بيروت الذي ألحق أضراراً جسيمة في أرجاء بيروت ، وسمع دويه في الدول المجاورة للبنان ، مخلفاً عشرات القتلى وألاف الجرحى وعدد غير معلوم من المفقودين شبه البعض هذا الأنفجار بإنفجار هيروشيما الشهيرفي اليابان كما أطلق عليه " هيروشيما بيروت " ألحق هذا الأنفجار ضرر كبير بلبنان التي كانت تعاني في الأصل من مشاكل أقتصادية طاحنة.
. 2020 عام الموت فبعيداً عن كورونا كانت هناك الكثير من الوفيات من بين المشاهير أو الأشخاص العاديين بطرق مختلفة ولكنها محزنة في نهاية فما بين المواطن الأمريكي جورج فلويد الذي توفى أثر ضغط الضابط على رقبته لمدة سبع دقائق حتى وفاته مما أدى لحدوث فوضى عارمة في أمريكا من قبل الشعب أو كوبي براينت وأبنته في حادث تحطم طائرته المروحية ليرحل بنهاية مؤلمة كما تكرر هذا الحادث في أكثر من مكان ففي تايوان أدى إلى مصرع رئيس أركان الجيش التايواني وسبعة من كبار الضباط في تحطم مروحية عسكرية ومثله في مدينة الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور الواقعة غربي السودان وأدى لمقتل 18 شخصاً من العسكريين والمدنيين ، ولاننسى الطائرة الأوكرانية التي تحطمت بعد إقلاعها بفترة قصيرة من طهران ومقتل جميع الركاب على متنها البالغ عددهم 176 شخصاً،
حتى أن حوادث هذا العام كانت أكثر فظاعة ودموية . وما أن أتى ديسمبر أخر شهور العام وبدأنا نتنفس الصعداء وكالهدوء الذي يمتثل إليه شبح فيلم الرعب في حين نظن أننا قد إنتصرنا على ذلك الوحش وأن الحياة ستعود إلى طبيعتها عن قريب تهجم علينا موجة جديدة من فيروس كورونا بشراسة بعد أن حورت من نفسها وطورتها وكانت بريطانيا أكثر الدول التي عاودت الإنتشار بها حيث أغلق الكثير من الدول الطيران معها ومنع السفر إليها لينتشر الرعب مرة أخرى في ظل المنشادات في تطبيق الإجراءات الإحترازية والتأكد من فاعلية اللقاح الذي تواصل إليه العديد من الدول كالصين وروسيا والولايات المتحدة الأمريكية والذي يعد بارقة الأمل لنا وليس أمامنا سوى الإنتظار والحفاظ على الوقاية من الإصابة مع تكثيف محاولات نشر الوعي للحد من إنتشار ذلك الفيروس اللعين.
أحداث هذا العام جعلتنا نحبس الأنفاس ونتسأل ياترى ما الكارثة الذي يحملها الشهر القادم جميعنا كان يتوقع الأسوأ و الكل يتمنى أن ينقضي هذا العام تماماً ويعلن عن كلمة النهاية على ألا يكون له جزء أخر فقد أكتفينا.
، ولكن الجزء المشرق في الأمر أن عام 2020 قد أنتهى ولن يستطيع أن يعيد نفسه مره أخرى وننتظر وكلنا أمل أن تشرق شمس العام الجديد لعلها تنير الظلمة وأن تحمل أيامه طمأنينة عوضاً عن الفزع الكبير.
