متابعه جورج ماهر
بهدف الوصول إلى عالم يسوده السلام القائم على التواصل الإنساني والثقافي بين الشعوب ودعم الموروث الحضاري، نظمت كلية الآداب والإنسانيات بالجامعة البريطانية في مصر، المؤتمر الدولي الأول للتواصل بين الثقافات ، ودوره في تجديد الفكر المعاصر ودعم التنمية في إطار خطة مصر ٢٠٣٠
أقيم المؤتمر برعاية رجل الصناعة محمد فريد خميس ، مؤسس ورئيس مجلس أمناء الجامعة البريطانية، وبرئاسة الدكتورة شادية فهيم ، عميد كلية الآداب والإنسانيات بالجامعة البريطانية، والدكتورة مها عمارة رئيس قسم اللغة الإنجليزية بالكلية.
وافتتح الدكتور أحمد حمد ، رئيس الجامعة البريطانية أعمال المؤتمر الذي عقد على مدي يومين بمقر الجامعة بمدينة الشروق، بحضور الدكتور يحيى بهي الدين نائب رئيس الجامعة للدراسات العليا والبحوث، وعمداء الكليات وأعضاء هيئة التدريس، ومشاركة كوكبة من الأكاديميين المتخصصين بالجامعات المصرية والعربية والعالمية.
وأكد رئيس الجامعة أن هذا المؤتمر يستهدف إتاحة الفرصة للعلماء والباحثين، من مختلف الجامعات المشاركة من مصر وخارجها، لاستكشاف أحدث التطورات في مجالات الأدب وعلوم اللغويات وآدابها والترجمة من منظور الدراسات البحثية، وكذلك تبادل خبراتهم ونتائج أبحاثهم وما توصل إليه العلم في دعم التواصل الإنساني والثقافي بين الشعوب لتعزيز السلام الذي تنادي به مصر.
وألقت المحاضرة الافتتاحية للمؤتمر البروفسير غاياتري سبيفاك، الباحثة والناقدة والمنظّرة الأدبية العالمية والأستاذ بجامعة كولومبيا وأحد الأعضاء المؤسسين لمعهد دراسات الأدب المقارن والمجتمع، حيث شهدت المحاضرة حضورًا كثيفاً لما لـ سبيفاك من ثقل دولي وإنساني في مجال وضع النظريات الفلسفية والأدبية، حيث دارت المحاضرة حول الدور الذي تضطلع به العلوم الإنسانية في تعميم روح الاتساق وإثرائها وتعزيزها في جميع أرجاء العالم من خلال تسليط الضوء على ما في لغات العالم من ثروة اجتماعية ، فضلاً عن دور العلوم الإنسانية في خلق إرادة إنسانية تتمسك بتحقيق العدالة الاجتماعية بين شعوب العالم ، حتى لا تنجح الأطماع الإنسانية في القضاء على هذه الشعوب.
وفي مجال الدراسات اللغوية، أكدت الدكتورة سبيفاك، أن الأدب المقارن يجب ألا يقتصر على دراسة مستويات اللغة المختلفة بدءاً من المبتدئين ووصولاً إلى الإجادة، بل ينبغي له أن يؤصل قدرة كل اللغات واللهجات على إيقاظ الجانب الأخلاقي لدى البشر.
ودعت سبيفاك خلال كلمتها إلى حسن استغلال التكنولوجيا لتكون بمثابة علاج لكافة العلل البشرية وألا تكون سبباً في القضاء على ما في البشر من إنسانية، حيث لا يقتصر المفهوم الحقيقي للمواطنة على المطالبة بالحقوق والحريات بل مراعاة إرساء قيم المساواة والقيم الإنسانية بين الناس.
وخلال انعقاد المؤتمر ، توالت العديد من الفعاليات الثقافية والعلمية ، حيث تم تقديم عرض مسرحي، تحت رعاية سفارة أيرلندا في مصر، يتناول معالجة درامية لبعض القصص القصيرة للروائي الأيرلندي جيمس جويس.
وقد شهد المؤتمر حضوراً كثيفاً ومتميزاً لأساتذة وطلاب الجامعات المصرية والإقليمية والدولية، حيث تم عرض مجموعة منتقاه من الأبحاث الجيدة في مجالات الأدب، واللغة، والترجمة، والمجالات ذات الصلة مثل التحليل الرقمي للغة والحاسوب، وصناعة الأفلام السنيمائية، وإحياء التراث المجتمعي، مما أفسح المجال للنقاشات وتبادل الآراء وتمازج الأفكار بين الحضور أثناء جلسات المؤتمر وبعدها في تواصل علمي وإنساني راقي بين الباحثين من الأساتذة والطلاب معتمدين في ذلك على تنوع ثقافاتهم وتخصصاتهم، محققين رؤية 2030 والتي تتبناها مصر، كدولة رائدة في العلم والثقافة.
وفي ختام المؤتمر، ألقت الدكتورة شادية فهيم، عميد كلية الآداب والإنسانيات بالجامعة البريطانية ومقرر المؤتمر، مجموعة من التوصيات التي خلص إليها المؤتمر، كان على رأسها تشجيع الدراسات البينية والدراسات الرقمية الحديثة وزيادة إرتباطها بقضايا المجتمع، وإفساح المجال لأبنائنا الطلاب للمشاركة الفعالة في المجال البحثي في المستقبل القريب ، وقامت في الختام بتكريم القائمين على تنظيم المؤتمر لجهدهم المبذول في تنظيم المؤتمر سواء من أعضاء هيئة التدريس أو طلاب القسم.