هو الساحر في عالم كرة القدم الذي ينثر سحره في كل أرجاء الملعب , هو المايسترو الصغير الذي يعزف سيمفونية ساحرة داخل أرض الملعب فيستمتع كل من يراه حتي من خصومه.
كانت الكرة تتغنى طربا و فرحاً عندما يداعبها بقدمه.
كان يمتلك خط الوسط في كل مباراة يلعبها لما لا وهو واحد من أحرف من شغل منتصف الملعب في الكرة المصرية.
كان يمتلك مزيجا خاصا من المهارة والسرعة ودقة التمرير.
لقبوه بالمايسترو الصغير تيمناً بأيقونة الكرة المصرية عامة والنادي الأهلي خاصة المايسترو صالح سليم.
هو من عشق الكرة حتى الثمالة وفضلها على عمله في مؤسسة الاهرام، أعطته ظهرها بعد مرضه، مع ذلك بقي كما هو متيما بحبها .
من لم يره وهو يلعب و بمجرد أن يسمع أو يقرأ ما يقال عنه تمني لو أنه عاصره لكي يرى هذا الساحر الرائع , إنه المايسترو الصغير صفوت عبد الحليم أسطورة خط وسط النادي الأهلي المصري.
بدايته مع كرة القدم :
بدأ صفوت عبد الحليم لعب كرة القدم مع رفاق الطفولة في شوارع الشرابية و عمره عشر سنوات، وفي مدرسة الظاهر الإعدادية طلب منه أحد أصدقائه و يدعى أحمد محمد على مسعود - ويعمل كطبيب حالياً أن يذهب معه إلى إختبارات النادي الاهلي، وبالفعل ذهب معه ومع أول لمساته للكرة نادى عليه الكابتن محمود الجوهري رحمه الله وكان حينذاك يعمل بقطاع الناشئين وقال له : غدا تأتي ومعك شهادة الميلاد، و لم يكمل الإختبارات و انضم إلى فريق الناشئين تحت 16 سنة الذي كان يدربه أنذاك الكابتن مصطفى حسين و كان يبلغ من العمر 15 عاماً وفي مباراته الأولى أمام فريق الزمالك عام 1968 فاز الأهلي بنتيجة 3/0 وكان الكابتن عبده صالح الوحش مدرب الفريق الأول يشاهد هذه المباراة، وفوجئ به يطلب منه التدريب مع الفريق الأول رفقة نجوم هذا الجيل الشيخ طه اسماعيل وميمي الشربيني ومروان كنفاني وفؤاد ابو غيده.
حقق الكابتن صفوت عبد الحليم مع الأهلي 10 بطولات
7 دورى عام و 3 كأس مصر
بطولات الدورى مواسم 74 – 75 ، 75 – 76 ، 76 – 77 ، 78 – 79 ، 79 – 80 ، 80 – 81 ، 81 – 82 وحصل على كأس مصر مرتين عامى 78 ، 81 واحتفظ بها الأهلى عام 1982 بسبب إلغاءها .
حصل الكابتن صفوت عبد الحليم علي لقب أفضل لاعب في مصر مرتين وكان ذلك في موسم 75/76 و موسم 77/78
لم يحصل صفوت عبد الحليم إلا علي إنذار واحد طوال تاريخه وكان ذلك في مباراة الأهلي و الإتحاد الشهيرة موسم 76/77 عندما اعترض على الحكم محمود عثمان بشكل مهذب لاحتسابه هدفاً غير صحيح للإتحاد سجله اللاعب طارق الجلاد بيده.
و إعترف الكابتن محمود عثمان بعد ذلك أنه أخطأ في إحتساب الهدف و في إنذاره لصفوت عبد الحليم .
لم يخسر صفوت عبد الحليم أي مباراة طوال تاريخه أمام المنافس التقليدي للنادي الأهلي فريق الزمالك حيث أنه واجه الزمالك في 18 مباراة لم يتعرض للخسارة في أي مباراة منهم.
لعب مع المنتخب مباراتين فقط وكانت المباراتان أمام المنتخب الألماني
إعتزاله لكرة القدم :
في يوم الثلاثاء 20 إبريل 1982 أقيم مهرجان تكريم صفوت عبد الحليم بمباراة بين الأهلى ومنتخب الأندية وشارك فيه 47 لاعباً من مختلف الأندية ولعب نصفهم فى المباراة التى أدارها الحكم محمود بدر صالح وفاز منتخب الأندية 2 / 1
سجل لمنتخب الأندية كل من فاروق جعفر و أحمد شاكر و للأهلى خالد جاد الله , و لعب صفوت عبد الحليم حتى الدقيقة 30 من بداية المباراة ليسدل الستار علي مسيرة لاعب من افصل وأمتع لاعبي منتصف الملعب في تاريخ مصر.
عقب اعتزاله لعبة كرة القدم إتجه إلي عالم التدريب ليقوم بالتدريب في قطاع الناشئين ويستمر فيه لمدة خمسة عشر عاما .
رفض الكابتن صالح سليم رحمه الله تصعيد الكابتن صفوت عبد الحليم لتدريب الفريق الأول لأنه كان يرى أنه أفضل من يعمل مع الناشئين و يكتشفهم ويثقل من موهبتهم.
عمل كمدرب عام مع الفريق الأول "موسم 90/91 "و عقب إنتهاء الموسم سافر إلي السعودية للعمل كمدرب مساعد و مدرب للناشئين مع الكابتن محسن صالح في نادي الوحدة السعودي ولكنه سرعان ما يعود لناديه ويستمر في قطاع الناشئين حتي عام 2005.
ومن أبرز النجوم الذين اكتشفهم المايسترو الصغير و ساهم في ثقل موهبتهم القناص عماد متعب الذي يعد من أفضل مهاجمي مصر عبر تاريخها و الهداف أحمد بلال و المدافع و لاعب الوسط إبراهيم سعيد الذي يعد أول لاعب مصري إحترف في الدوري الإنجليزي الممتاز و لعب لأندية الأهلي و الزمالك و الإسماعيلي .
وفاته :
توفي صفوت عبد الحليم في 30 سبتمبر من عام 2018 عن عمر ناهز 67 عاماً اثر حريق نشب بشقته ليسدل الستار علي نجم عشق الكرة أكثر من ذاته..