recent
أخبار ساخنة

الاسطورة مختار التتش .. نجم من زمن فات

كتب :محمد عبادة
لكل كيان مبادئ ولكل مبدأ هنالك شخص هو من أرسى هذا المبدأ ليسير عليه كل منتمي لهذا الكيان.
رحلتنا اليوم مع أسطورة هي الأعظم والأوفي والأجمل في تاريخ الرياضة المصرية بل والعربية كلها.
رحلتنا اليوم مع من أرسى مبادئ للكيان الأكبر في مصر وإفريقيا كلها ألا وهو النادي الاهلي.
ما إن تذكر كلمة مبادئ النادي الاهلي تجد اسمه مقترناً بهذه المبادئ.
إنه ضئيل الجسد فذ الموهبة انه من أبهر العالم في دورة أمستردام 1928 وأجمعت عليه صحف أوروبا بأنه أفضل ساعد أيسر في العالم.
إنه الشخصية التي نفتقدها في هذا الزمن حيث أنه كان شديد الإنتماء لوطنه ولعروبته ولفريقه الذي عشقه وتربى بين جدرانه بل وكان من أهم من أرسى مبادئ هذا الكيان.
أسطورتنا اليوم له من المواقف ما تحتاج إلى مجلدات للكتابة عنها وتحليلها.
إن الاسطورة العظيمة التي لم ولن تجود بمثلها مرة أخرى الرياضة المصرية أو العربية.
إنه الراحل العظيم مختار التتش.
ولد مختار التتش في التاسع والعشرين من سبتمبر عام 1905 بحي السيدة زينب التابع لمحافظة القاهرة.
بدأ مشواره مع الكرة صغيراً حيث انضم الي فريق مدرسة محمد علي الإبتدائية و كان إقل اللاعبين جسما وأكثرهم مهارة.
ثم انتقل في مرحلة الثانوية  مدرسة السعيدية ويستمر إسطورتنا في دراسته حتى يلتحق بكلية الحقوق و يحصل علي درجة البكالوريوس.
أكتشفه النادي الأهلي وضمه إلى صفوف الفريق الأول عام 1922م.
ليبدأ التتش رحلته مع النادي الأهلي وكانت اولى مبارياته امام فريق الطيران الانجليزي واستطاع النادي الاهلي ان يحقق الفوز بنتيجة 2/1 وكان هو صاحب هدف الفوز في هذا اللقاء.
أسباب تلقيبه بالتتش :

يرجع سبب إطلاق التتش عليه إلى اللورد لويد المندوب السامى البريطاني في مصر آنذاك ومن المعروف عنه انه كان يلعب الكرة ويعشقها وكان يحرص علي مشاهدتها ، وما أن رآه وهو يلعب الكرة بكل سرعة وذكاء ويتحكم بها كيفما يشاء أطلق عليه هذا اللقب وكلمة التتش تطلق على لاعب  السيرك الصغير الحجم السريع الحركة الذي يبهر المشاهدين بحركاته وقفزاته ومرونته.
ومن المعروف عن اللورد لويد أنه كان لاعبا للكرة وكان يعشقها
مشواره مع الاهلي والمنتخب :

تولي مختار التتش قيادة الأهلي والمنتخب لمدة 17 عام.
شارك خلالها في ثلاث دورات اوليمبية
الدورة الاولى دورة الألعاب الاولمبية الثامنة التي اقيمت بباريس عام 1924م.
ومن الجدير بالذكر أن توقيت هذه الدورة كان يواكب توقيت موعد إمتحان شهادة الكفاءة في مصر فكان على مختار إما التضحية بالشهادة أو بالسفر وقيادة منتخب مصر، فكان اختياره  السفر مع بعثة المنتخب  ولكنه وجد معارضة كبيرة من  والده خوفاً على مستقبله، ووصل الأمر إلى رئيس مجلس الوزراء الزعيم سعد زغلول  الذي أصدر قراراً بمشاركة محمود التتش  مع الفريق على أن يتم إرسال أوراق الإمتحان إلى المفوضية المصرية لكى يؤدى الأمتحان هناك.
دورة الالعاب الثانية التي شارك فيها هي دوىة أمستردام التي أقيمت عام 1928م.
وكانت أروع مباريات الفريق المصري هي مباراته أمام منتخب البرتغال والتي انتهت بفوز المنتخب المصري بنتيجة 2/1 أحرزهم مختار التتش ليجد إشادة من كل صحف أوروبا وإجماع على أنه أفضل ساعد أيسر في العالم ويتم اختياره بعد هذه البطولة ضمن منتخب العالم الذي واجه منتخب أوروبا عقب إنتهاء دورة الألعاب الأولمبية.
الدورة الثالثة التي شارك فيها التتش هي دورة الألعاب الأولمبية الحادية عشر التي أقيمت في مدينة برلين عام 1936م.
وفي هذه الدورة تم إختياره ضمن أفضل 12 لاعب كرة قدم في العالم.

ويعتبر التتش  أكثر اللاعبين مشاركة في تاريخ نهائي كأس مصر بواقع 11 نهائي ، و14 مباراة ؛ حيث أعيد نهائي 1924 و1925 و1926 بعد التعادل في أول مباراة.
إعتزاله :

قرر مختار التتش إعتزال كرة القدم وهو في أوج مجده عام 1940م، وحاول الكثيرون من الرياضيين والصحفيين والمشاهير إثنائه عن قراره ولكنه فضل أن تبقى ذكراه باقية لدى الجماهير وهو في أفضل حالاته.

بعد أعتزال التتش مارس لعبة الهوكى كهواية وأشرف على كرة القدم بالنادي الأهلي، وتولى منصب سكرتير عام اللجنة الأوليمبية المصرية من عام 1956م وحتى عام 1959م.
تكريمه :

وفى العام 1965م كرمه الرئيس جمال عبد الناصر ومنحه وسام الرياضة من الطبقة الأولى.

وفاته :
توفى مختار التتش في 21 ديسمبر عام 1965م.
وقد سُمي ملعب النادي الأهلي بالجزيرة بملعب مختار التتش تكريماً لذكراه ودوره الكبير في رفع مستوى اللعبة في النادي الأهلي.
مواقفه :
أهم مواقفه علي الإطلاق كانت في عام 1943 عندما وقف ضد حيدر باشا رئيس إتحاد الكرة ورئيس نادي المختلط      ( الزمالك) حيث انه في هذا العام تقدم النادي الأهلي بطلب إلى إتحاد الكرة لكي يسافر إلى فلسطين لدعم الثورة الفلسطينية ضد الإنتداب البريطاني و العصابات الصهيونية التى كانت تسعي لإقامة كيان لهم على أرض فلسطين.
فرفض حيدر باشا سفر الفريق خوفا من بطش الإنجليز
إلا أن التتش يصر علي السفر بالرغم من التهديد بالشطب والإيقاف عن ممارسة اللعبة.
و يسافر التتش ضاربا عرض الحائط بكل تهديدات حيدر باشا.
ليسطر اسمه بحروف من ذهب في تاريخ النادي الاهلي والرياضة المصرية والعربية والافريقية.

google-playkhamsatmostaqltradent