بقلم د/ شادية بكري
هناك قلوب تسكن الصدور ولا تنبض دما ،لأنها حجرا، بل الحجر أرق منها واحن،،، ولكنها تنبض قسوة وحقد وكراهية بدلا من الحب والحنان والاهتمام،، لماذا القسوة؟
عندما يقسو احد الوالدين مثلا على أبنائهم فإنهم يقودونهم الي نظرة سوداء للمجتمع ويتحولوا الي قساة عصاة عبء على المجتمع.
عندما يعوق الابن والديه فهو لا يدرك ان باب الرزق والنجاح سيغلق في وجهه.
عندما يقسو الأخ علي أخيه مهما كانت عيوبه فهو لا يعلم معنى عضيد (سنشد عضدك بأخيك )
الصديق الذي ينافق صديقه ويقابله بابتسامة مصطنعة وهو يحمل الكراهية والغيرة في داخله
ليه في قلوب قاسية في التعامل مع الآخرين وممكن يكونوا أقرب الناس اليهم.
اكره القسوة في كل شيء، في الألفاظ،، في الأسلوب،، حتى في نظرات العين ما في اي شيء يبرر القسوة.
احب الأشخاص اللينة اللطيفة الذين يعدلون مزاجك بعزوبة كلماتهم ودفء نظراتهم فيطمئن قلبك.
على فكرة... القسوة ليست دائما عنوان القلوب الميتة.. بعض القلوب الطيبة تقسو احيانا لأنها مجروحة.
في قسوة في حاجات تفتكرها بسيطة لكنها هامة جدا للناس مرهفة الاحساس.. كالقسوة في الاستغناء
عن بيتك القديم او أماكن تحمل ذكريات طفولتك،،
القسوة مع اشخاص تجرحنا وتوجعنا ماخدوش محبتك محمل الجد.
اعتقد ان قسوة القلب عقاب من الله سبحانه وتعالى على المعصية والبعد عن الفرائض فتجد الإنسان يظلم ويتجبر ويسود قلبه ويصبح قاسي جدا كالحجر قال تعالى (ثم قست قلوبكم بعد ذلك فهي كالحجارة او أشد قسوة)
وبالعكس تماما،، من أجمل نعم الله واعظمها على الإنسان،، رقة القلب،، وما رق قلب لله الا كان سابقا الي الخيرات، مشمرا الي الطاعات
ان العبد المسلم ذا القلب المرهف، خاشع لله، ذليل لعظمته، متبع لأمره ، سائر على شرعه،، وهو لذلك يكون هانيء البال، ساكن النفس،، مطمئن الفؤاد،
بعكس صاحب القلب القاسي الذي أعرض عن شعائر الله وابتعد عن التقي والهدى والرضا فتعست نفسه، واضطرب فؤاده، وخسر دنياه واخرته.
نصيحتي لكل إنسان.،، اطرد من مدينتك أصحاب القلوب السوداء الذين فرضتهم عليك ظروف الواقع او الذين قاسمتهم رغما عنك علاقة اجتماعية او جدران وظيفية مملة،، أو صداقة هشة،،،،، أولئك دفعت ثمن وجودهم بقربك من صحتك ونفسيتك واستهلكوا الكثير من عمرك في سبيل تقويمهم واصلاحهم.
أولئك الذين سمموا ايامك الجميلة بدون ذنب ارتكبته.