بقلم / د. شادية بكري
التعامل مع الآخر فن ولكنه فن رباني غير مصطنع لأنك مهما حاولت أن تتصنع وتظهر عكس ما فيك لن تستطيع الاستمرار.
فتعامل مع الأخر بقلب ابيض.. ونية حسنة.. ولسانا لا يقطر الا خيرا فتكون حياتك أجمل.. ورضا الله عليك أعظم.. وبحب خلق الله تنعم.
اذا تعرضت للاساءة من شخص ما فلا تقل المعاملة بالمثل،، ورد الإساءة بالاساءة.. ولكن اصبر واحتسب.. وليكن سلاحك العقل وليس اللسان،، وضربتك القاضية الصمت وليس كثرة الكلام.. انزع الكراهية من قلبك ورده ردا جميلا كما خلقه رب القلوب.. مهما تعرضت للألم من الاخر. اصبر. فلا شيء يجعلك عظيم الا ألم عظيم... رغم ان الكلمات ان بقيت بداخلنا تقتلنا،، وأن خرجت فنحن بها مقتولون،، فلا في الصمت راحة،، ولا في البوح راحة.
من فن التعامل أيضا عدم نقد الاخر باستمرار، فالنقد المستمر يميت لذة الشيء ويصبح الشخص سلبي،. امدحوا حسنات بعضكم وتجاوزوا عن الأخطاء، فالكلام الجميل مثل المفاتيح تقفل به الافواه،،، وتفتح به القلوب.
ومن فن التعامل أيضا الاحترام في التعامل مع الآخر حيث أن احترامي له لا يعني اني بحاجة اليه ولكنه مجرد مبدأ تعلمته من تربيتي،، فالاحترام تربية وليس ضعف،،، والاعتذار خلق وليس مذلة...فدائما باخلاقك وتعاملك واحترامك للغير وحسن المعاملة مع الآخرين ، اجعل من يراك... يدعو من رباك..
ولكن في التعامل أيضا هناك أفعال تتخطى خطوط حمراء تأبى ان تغفر.. أفعال لا تعاقب الا بالتخلي والوداع.. وهنا لا يهمنا رحيل شخص من حياتنا،، ولكن المهم ان لا أكون مخطيء بحق هذا الشخص.
لذلك ان لم يكن هناك بديل فعلينا الإبتعاد عن كل شخص لا يعرف قيمتنا وبصمت تام،،،،،. ليس صمت رضا... ولا حتى صمت عتاب.. ولكنه نوع آخر من الصمت يسمى... لكم حياتكم.. ولي حياتي.
ولكن... اكيد الدنيا بخير،، وستجد فيها من يستحق حبك وثقتك ويفهمك من قبل أن تتكلم :
يفهم حزنك خلف ابتسامتك
يفهم حسن نيتك خلف فعلتك
يفهم حبك خلف غضبك
يفهم كلامك خلف صمتك.