كتب : احمد أمين
عندما يتحدث عن دورها المهم فى بناء الوطن ، عندما يستقبل بنفسه فتاة مصرية بسيطة بحفاوة إستقباله لرؤساء الدول تشجيعا لكفاحها ، عندما لا يجد حرج من تقبيل جبين سيدة عجوز قعيدة ، أو مصافحة طفلة تبكى والدها الشهيد الذى ضحى بحياته من أجلنا بحرارة الأب و هو يصافح إبنته . فإننا أمام رئيس يبجل المرأة المصرية و يجلها و يعى تماما مكانتها و منزلتها . لنجد أعياد لا تتصدر فيها صور المتحرشين و هم يضايقون الفتيات بعدما أكد سيادته أن كرامة نساء مصر خط أحمر لا تهاون مع من يتجاوزه . و نجد المرأة المصرية و هى تستعيد دورها التاريخي داخل أسرتها و فى محيط عملها للنهوض الحقيقى بالبلاد بعدما همش هذا الدور عن عمد لفترات طويلة بسبب أفكار دخيلة عملت فى غفلة من الزمن على تراجعه . ذلك الدور الذى ساهم فى بناء حضارة إنسانية عريقة حافظت على خصوصيتها و إستطاعت رغم إختلاطها بثقافات أخرى على مر التاريخ أن تصبغ هذه الثقافات بالروح المصرية المتفردة و تكسبها نكهة مغايرة جعلتها أغنى و أكثر ثراء . سيادة الرئيس شكرًا لقيامك بتدشين حملة قومية تستهدف صحة كل نساء مصر و تعم كل محافظاتها بهدف الكشف المبكر لسرطان الثدى و علاجه ، حملة إختارت إسم " الست المصرية هى صحة مصر " و ذلك لثلاث أسباب .
أولا : إهتمامك الشخصى لعلاج المصريات بالمجان من هذا المرض اللعين و الكشف المبكر عنه .
ثانيا : إختيار الحملة إستخدام كلمة " الست " تلك الكلمة الهيروغليفية التى تعنى " المرأة " و التى مازالت فى موروثنا الشعبى كلمة دالة على الإحترام المبالغ للمرأة كلما وصفت بها ، حيث إنها الكلمة الوحيدة التى تحافظ للمرأة على إعتبارها حتى و إن إقترنت بالرجل أو ضمير يعود عليه أو على غيره . و الكلمة التى لا يوجد لها نظير فى لغتنا العربية التى نتحدث بها و التى عبرت بكلمات متعددة عن المرأة إلا كلمة " السيدة " .
ثالثا : هو ذلك المعنى الأبعد للشعار ، فصحة الست المصرية الذى ربطه الشعار بصحة مصر من الواضح أنه لم يكن المقصود منه هو صحتها البدنية فحسب بل يمتد لصحتها الفكرية و الإنتاجية و الريادية و الثقافية و العلمية التى طالما صحت صح الوطن بأكمله .