متابعة : نسرين هاشم منحت جامعة بوخارست للدراسات الاقتصادية - إحدى أهم المؤسسات التعليمية في رومانيا- درجة الدكتوراه الفخرية للسيد الرئيس عبد الفتاح السيسي وذلك في إطار زيارة سيادته إلى العاصمة الرومانية بوخارست. وصرح السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأن كلاً من رئيس مجلس الأمناء وعميد جامعة بوخارست أعربا عن الفخر إزاء تشريف السيد الرئيس للجامعة، مؤكدين أن قرار منح السيد الرئيس درجة الدكتوراه الفخرية، والذي تم اتخاذه بإجماع أعضاء مجلس أمناء الجامعة، جاء انطلاقاً من دور سيادته في قيادة مصر خلال فترة عصيبة من الاضطرابات إلى مرحلة جديدة من الاستقرار والتنمية والبناء، وإطلاق إصلاحات هيكلية عميقة في المجالات الاقتصادية والاجتماعية، والشروع في تشييد مشروعات قومية كبرى في زمن قياسي في شتى قطاعات الدولة، مما أعاد رسم الخريطة التنموية والاقتصادية لمصر. كما أشاد مسئولو الجامعة بجهود السيد الرئيس في سبيل تطوير التعليم المصري بشقيه الأساسي والجامعي من خلال برامج ومشاريع إصلاح أكاديمية جوهرية وفق أحدث المعايير الدولية، وكذلك تأسيس عدد جديد من الجامعات. وأوضح المتحدث الرسمي أن مسئولي الأكاديمية أشاروا كذلك إلى الدور المؤثر و الحرص الملموس للسيد الرئيس على تعزيز العلاقات الثنائية بين مصر ورومانيا وتعظيم قيمتها، لا سيما على المستوى الأكاديمي والثقافي، فضلاً عن التركيز على البعد الاقتصادي من خلال تشجيع الاستثمارات وإقامة مشاريع مشتركة وزيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين. كما ثمنت الجامعة المساهمة الفاعلة للسيد الرئيس في تعزيز السلام والتعاون على المستوى الدولي، وجهود سيادته الرائدة لصياغة إطار دولي شامل لمكافحة ظاهرة الإرهاب والفكر المتطرف بهدف حماية الإنسانية جمعاء، فضلاً عن قيادته للجهود الحثيثة على المستوى الوطنى فى مصر لمكافحة واحتواء الإرهاب، وهو الأمر الذي انعكس علي المستوى الإقليمي. من جانبه؛ أعرب السيد الرئيس عن اعتزازه بهذا التكريم، معتبراً سيادته أنه ليس موجهاً لشخصه وإنما للشعب المصري بأكمله كشريك أساسي في الإنجازات التي تحققت مؤخراً في مصر على العديد من الأصعدة، وقد ألقى سيادته كلمة بهذه المناسبة؛ وفيما يلي نصها: "السيد/ ميرون ديمترو رئيس مجلس أمناء جامعة بوخارست للدراسات الاقتصادية، السيد/ إيستودور نيكولاي رئيس جامعة بوخارست للدراسات الاقتصادية، السيد/ ماريوس كونستانتين نائب رئيس الجامعة الموقر، السادة أعضاء هيئة التدريس الكرام، السيدات والسادة الحضور، أود في البداية أن أعرب عن خالص سعادتي لتواجدي بينكم اليوم في هذا الصرح الأكاديمي الشامخ والمنارة التعليمية ذات التاريخ العريق التي احتضنت بين جنباتها وتخرج منها على مدار مائة وستة أعوام العديد من الطلبة الذين أضحوا قامات فكرية كان لها دورها في إثراء الحياة السياسية والاقتصادية والثقافية ليس في رومانيا فحسب بل في أوروبا كلها. لقد استطاعت جامعتكم المرموقة أن تتجاوز مراحل وأحداث تاريخية دقيقة وأن تواكب متغيرات العصر وتقود التطورات التي شهدها مجتمعكم العريق، بما في ذلك عقب الثورة الرومانية عام 1989، مما مكنها أن تحتل المكانة المتقدمة التي تحظى بها أوروبياً وعالمياً. إن قرار مجلس جامعتكم الموقر بمنحي درجة الدكتوراه الفخرية سيظل دائماً محل اعتزازي وتقديري، فهذا التكريم لا أعده لي فحسب بل للشعب المصري بأكمله الذي يكن للشعب الروماني الصديق أسمى آيات الود والتقدير. وهذه اللفتة المقدرة إنما تضفي معنى جديداً لما يجمع بين بلدينا من روابط ثقافية عميقة تشكلت وترسخت عبر عقود بل وقرون ممتدة، عبر عنها الشاعر الروماني العظيم "ميهاي إيمينسكو" الذي ألهمته عظمة الحضارة الفرعونية لكتابة قصيدة عن مصر ونيلها وهرمها عام 1872، وتجلت أيضاً في دير سايناي بمنطقة سايناي في رومانيا الذي سمي تيمناً بدير سانت كاترين في سيناء عام 1695. وأضاف السيسي في كلمته : "إنني أؤكد من على هذه المنصة اعتزازي وفخري بهذه الروابط التي تشكل محوراً أساسياً في علاقات الصداقة التي تجمع بين بلدينا وشعبينا، وتمثل دافعاً هاماً للارتقاء بها وتعزيزها من خلال باب التعليم والتعاون الأكاديمي. وأود في هذا السياق الإشارة إلى الطفرة الكبيرة التي تشهدها الجامعات المصرية منذ سنوات من أجل تحقيق نهضة حقيقية ليس للشعب المصري فقط بل للشعوب العربية والأفريقية والإسلامية التي يدرس بعض أبنائها في جامعاتنا. فالدولة المصرية تسير بخطى حثيثة في سبيل تطوير منظومة التعليم العالي في مصر، وإنشاء جامعات جديدة على نفس نمط الجامعات العالمية، والتي أقدر أن جامعة بوخارست للدراسات الاقتصادية إحداها. وأكمل: "يسعدني أن تثمر زيارتي اليوم إلى رومانيا عن تعزيز التعاون الأكاديمي القائم بالفعل بين مصر ورومانيا، لا سيما مع جامعتكم الموقرة، من خلال برامج مشتركة ومشروعات للبحث العلمي، مع إمكانية الاستفادة من الدعم المقدم من الاتحاد الأوروبي في هذا السياق. واختتم الرئيس المصري كلمته قائلا : "أود أن أجدد شكري العميق، وأن أبدي سعادتي البالغة لمبادرة مجلس جامعتكم الكريمة، وأن أعرب عن خالص تقديري وامتناني للرئيس الروماني كلاوس يوهانيس على دعوته الكريمة لزيارة رومانيا دعماً وتعزيزاً لعلاقات الإخاء والصداقة التي تربط بين شعبينا. وشكراً جزيلاً." ووصل الرئيس عبد الفتاح المصري إلى العاصمة الرومانية بوخارست صباح اليوم وذلك في زيارته الرسمية إلى دولتي رومانية وبيلاروسيا. واستهل السيسي زيارته لـ رومانيا بلقاء الرئيس الروماني كلاوس يوهانيس، بمقر قصر كوتروتشيني الرئاسي، بعقد مباحثات بين الرأيسين المصري والروماني. وصرح السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأن الرئيس "يوهانيس" أعرب عن ترحيبه بزيارة السيد الرئيس لرومانيا للمرة الأولى، مؤكداً اهتمام رومانيا بتطوير علاقاتها مع مصر الدولة المحورية ومركز ثقل منطقتي الشرق الأوسط وأفريقيا، فضلاً عن سياستها المتوازنة تجاه التحديات المعقدة في محيطها الإقليمي المضطرب. كما أشاد رئيس رومانيا بالعلاقات التاريخية الممتدة التي طالما ربطت بين البلدين، وبالزخم الذي شهدته تلك العلاقات خلال الفترة الأخيرة من خلال تبادل الزيارات رفيعة المستوى، والتي كان آخرها اللقاء الثنائي الذي جمع بين الزعيمين بشرم الشيخ في فبراير الماضي على هامش القمة العربية الأوروبية الأولى، مؤكداً دعم رومانيا ومساندتها لمصر فى دفع عملية الإصلاح الاقتصادى والتنمية، والتى تعد بمثابة استراتيجية وطنية ملهمة تحظى بكل الاحترام والتقدير من الشعب الروماني، ومعرباً عن إعجابه بالإنجازات التى حققتها مصر خلال الفترة الأخيرة في مجال التنمية ومشروعات البنية الاساسية. وأوضح المتحدث الرسمي أن السيد الرئيس وجه الشكر لرئيس رومانيا على حفاوة الاستقبال، مؤكداً سيادته حرص مصر على تعزيز علاقاتها مع الجانب الروماني في مختلف المجالات، لا سيما في ظل العلاقات الخاصة بين البلدين، ومشيداً بمواقف رومانيا الإيجابية والمقدرة تجاه مصر، وما تحقق من تطور كبير في العلاقات بين البلدين خلال الفترة الماضية في ظل الاهتمام المتبادل من الجانبين بدفع العلاقات الثنائية إلى آفاق أرحب. كما استعرض السيد الرئيس خلال المباحثات تطورات الخطة التي تتبناها الحكومة المصرية للإصلاح الاقتصادي الشامل، والمشروعات القومية الجارى تنفيذها بما تتيحه من فرص للاستثمار، مؤكداً سيادته الاهتمام بتحقيق نقلة نوعية في مساحة التعاون الثنائى بين البلدين، لا سيما عن طريق تشجيع التعاون بين مجتمع رجال الأعمال في الدولتين بشكل ينعكس على تطوير حجم التبادل التجاري والاستثماري، بما في ذلك البناء على نتائج الدورة الثالثة للجنة الاقتصادية المشتركة المنعقدة بالقاهرة في فبراير الماضي، فضلاً عن تعزيز التعاون المشترك في عدد من المجالات الواعدة كالطاقة في ضوء الاكتشافات الاخيرة للغاز في الحقول البحرية في مصر ورومانيا، إلى جانب مجال السياحة الذي شهد مؤخراً مضاعفة عدد رحلات الطيران لمدينتي شرم الشيخ والغردقة بما يعكس الجاذبية التي تتمتع بها المقاصد السياحية المصرية للسائحين الرومانيين. وأضاف السفير بسام راضي أن المباحثات شهدت أيضاً تبادل وجهات النظر بالنسبة لعدد من الملفات والأزمات الإقليمية، كعملية السلام فى الشرق الأوسط وسوريا وليبيا واليمن، مع استعراض تداعياتها على أمن منطقة المتوسط، حيث اتفق الجانبان على أهمية الحفاظ على وحدة الدول وسلامة أراضيها، بما يساهم في تلبية طموح شعوب تلك الدول في التمتع بحياة آمنة ومستقرة، وهو ما يتوافق مع ثوابت الموقف المصري تجاه تلك القضايا الذي يرتكز على عدم التدخل في الشئون الداخلية للدول والتحرك في إطار من البناء والتعاون والتنمية، كما ثمن الرئيس الروماني من جانبه الجهود المصرية ذات الصلة للتوصل إلى حلول سياسية لمختلف الأزمات التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط. أما على الصعيد الأفريقي والأوروبي، فقد توافق الرئيسان حول ضرورة تكثيف التنسيق والتشاور حول القضايا والملفات ذات الاهتمام المشترك في هذا الصدد، لا سيما خلال الفترة الحالية التي تتزامن فيها رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي مع رئاسة رومانيا للاتحاد الأوروبي، بما في ذلك استكشاف آفاق التعاون الثلاثي بين البلدين في القارة الأفريقية في ضوء الاهتمام المشترك بدعم التنمية في القارة وصون السلم والأمن بها، فضلاً عن مواصلة رومانيا لدورها الداعم داخل الاتحاد الأوروبي لتعزيز تنفيذ كافة مكونات اتفاقات المشاركة مع مصر كدولة جوار، بالإضافة إلى تعظيم التنسيق المشترك بين الاتحاد ومصر والعمل على الارتقاء بعلاقات الصداقة والتعاون الثنائي، خاصةً بعد انتظام انعقاد مجلس المشاركة بين الجانبين خلال العامين الماضيين. واتفق كذلك السيد الرئيس والرئيس "يوهانيس" على ضرورة تعزيز التعاون المشترك لمكافحة الهجرة غير الشرعية من خلال منظور شامل، والعمل على القضاء على الأسباب الرئيسية التي تشجع علي تلك الظاهرة، إلى جانب استعراض آخر التطورات الخاصة بمكافحة الإرهاب الذى بات يهدد مختلف دول العالم، حيث تم تأكيد أهمية تكاتف المجتمع الدولى للتعامل مع التنظيمات الإرهابية.
جامعة : بوخارست تمنح الرئيس عبد الفتاح السيسي درجة الدكتوراه الفخرية
متابعة : نسرين هاشم منحت جامعة بوخارست للدراسات الاقتصادية - إحدى أهم المؤسسات التعليمية في رومانيا- درجة الدكتوراه الفخرية للسيد الرئيس عبد الفتاح السيسي وذلك في إطار زيارة سيادته إلى العاصمة الرومانية بوخارست. وصرح السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأن كلاً من رئيس مجلس الأمناء وعميد جامعة بوخارست أعربا عن الفخر إزاء تشريف السيد الرئيس للجامعة، مؤكدين أن قرار منح السيد الرئيس درجة الدكتوراه الفخرية، والذي تم اتخاذه بإجماع أعضاء مجلس أمناء الجامعة، جاء انطلاقاً من دور سيادته في قيادة مصر خلال فترة عصيبة من الاضطرابات إلى مرحلة جديدة من الاستقرار والتنمية والبناء، وإطلاق إصلاحات هيكلية عميقة في المجالات الاقتصادية والاجتماعية، والشروع في تشييد مشروعات قومية كبرى في زمن قياسي في شتى قطاعات الدولة، مما أعاد رسم الخريطة التنموية والاقتصادية لمصر. كما أشاد مسئولو الجامعة بجهود السيد الرئيس في سبيل تطوير التعليم المصري بشقيه الأساسي والجامعي من خلال برامج ومشاريع إصلاح أكاديمية جوهرية وفق أحدث المعايير الدولية، وكذلك تأسيس عدد جديد من الجامعات. وأوضح المتحدث الرسمي أن مسئولي الأكاديمية أشاروا كذلك إلى الدور المؤثر و الحرص الملموس للسيد الرئيس على تعزيز العلاقات الثنائية بين مصر ورومانيا وتعظيم قيمتها، لا سيما على المستوى الأكاديمي والثقافي، فضلاً عن التركيز على البعد الاقتصادي من خلال تشجيع الاستثمارات وإقامة مشاريع مشتركة وزيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين. كما ثمنت الجامعة المساهمة الفاعلة للسيد الرئيس في تعزيز السلام والتعاون على المستوى الدولي، وجهود سيادته الرائدة لصياغة إطار دولي شامل لمكافحة ظاهرة الإرهاب والفكر المتطرف بهدف حماية الإنسانية جمعاء، فضلاً عن قيادته للجهود الحثيثة على المستوى الوطنى فى مصر لمكافحة واحتواء الإرهاب، وهو الأمر الذي انعكس علي المستوى الإقليمي. من جانبه؛ أعرب السيد الرئيس عن اعتزازه بهذا التكريم، معتبراً سيادته أنه ليس موجهاً لشخصه وإنما للشعب المصري بأكمله كشريك أساسي في الإنجازات التي تحققت مؤخراً في مصر على العديد من الأصعدة، وقد ألقى سيادته كلمة بهذه المناسبة؛ وفيما يلي نصها: "السيد/ ميرون ديمترو رئيس مجلس أمناء جامعة بوخارست للدراسات الاقتصادية، السيد/ إيستودور نيكولاي رئيس جامعة بوخارست للدراسات الاقتصادية، السيد/ ماريوس كونستانتين نائب رئيس الجامعة الموقر، السادة أعضاء هيئة التدريس الكرام، السيدات والسادة الحضور، أود في البداية أن أعرب عن خالص سعادتي لتواجدي بينكم اليوم في هذا الصرح الأكاديمي الشامخ والمنارة التعليمية ذات التاريخ العريق التي احتضنت بين جنباتها وتخرج منها على مدار مائة وستة أعوام العديد من الطلبة الذين أضحوا قامات فكرية كان لها دورها في إثراء الحياة السياسية والاقتصادية والثقافية ليس في رومانيا فحسب بل في أوروبا كلها. لقد استطاعت جامعتكم المرموقة أن تتجاوز مراحل وأحداث تاريخية دقيقة وأن تواكب متغيرات العصر وتقود التطورات التي شهدها مجتمعكم العريق، بما في ذلك عقب الثورة الرومانية عام 1989، مما مكنها أن تحتل المكانة المتقدمة التي تحظى بها أوروبياً وعالمياً. إن قرار مجلس جامعتكم الموقر بمنحي درجة الدكتوراه الفخرية سيظل دائماً محل اعتزازي وتقديري، فهذا التكريم لا أعده لي فحسب بل للشعب المصري بأكمله الذي يكن للشعب الروماني الصديق أسمى آيات الود والتقدير. وهذه اللفتة المقدرة إنما تضفي معنى جديداً لما يجمع بين بلدينا من روابط ثقافية عميقة تشكلت وترسخت عبر عقود بل وقرون ممتدة، عبر عنها الشاعر الروماني العظيم "ميهاي إيمينسكو" الذي ألهمته عظمة الحضارة الفرعونية لكتابة قصيدة عن مصر ونيلها وهرمها عام 1872، وتجلت أيضاً في دير سايناي بمنطقة سايناي في رومانيا الذي سمي تيمناً بدير سانت كاترين في سيناء عام 1695. وأضاف السيسي في كلمته : "إنني أؤكد من على هذه المنصة اعتزازي وفخري بهذه الروابط التي تشكل محوراً أساسياً في علاقات الصداقة التي تجمع بين بلدينا وشعبينا، وتمثل دافعاً هاماً للارتقاء بها وتعزيزها من خلال باب التعليم والتعاون الأكاديمي. وأود في هذا السياق الإشارة إلى الطفرة الكبيرة التي تشهدها الجامعات المصرية منذ سنوات من أجل تحقيق نهضة حقيقية ليس للشعب المصري فقط بل للشعوب العربية والأفريقية والإسلامية التي يدرس بعض أبنائها في جامعاتنا. فالدولة المصرية تسير بخطى حثيثة في سبيل تطوير منظومة التعليم العالي في مصر، وإنشاء جامعات جديدة على نفس نمط الجامعات العالمية، والتي أقدر أن جامعة بوخارست للدراسات الاقتصادية إحداها. وأكمل: "يسعدني أن تثمر زيارتي اليوم إلى رومانيا عن تعزيز التعاون الأكاديمي القائم بالفعل بين مصر ورومانيا، لا سيما مع جامعتكم الموقرة، من خلال برامج مشتركة ومشروعات للبحث العلمي، مع إمكانية الاستفادة من الدعم المقدم من الاتحاد الأوروبي في هذا السياق. واختتم الرئيس المصري كلمته قائلا : "أود أن أجدد شكري العميق، وأن أبدي سعادتي البالغة لمبادرة مجلس جامعتكم الكريمة، وأن أعرب عن خالص تقديري وامتناني للرئيس الروماني كلاوس يوهانيس على دعوته الكريمة لزيارة رومانيا دعماً وتعزيزاً لعلاقات الإخاء والصداقة التي تربط بين شعبينا. وشكراً جزيلاً." ووصل الرئيس عبد الفتاح المصري إلى العاصمة الرومانية بوخارست صباح اليوم وذلك في زيارته الرسمية إلى دولتي رومانية وبيلاروسيا. واستهل السيسي زيارته لـ رومانيا بلقاء الرئيس الروماني كلاوس يوهانيس، بمقر قصر كوتروتشيني الرئاسي، بعقد مباحثات بين الرأيسين المصري والروماني. وصرح السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأن الرئيس "يوهانيس" أعرب عن ترحيبه بزيارة السيد الرئيس لرومانيا للمرة الأولى، مؤكداً اهتمام رومانيا بتطوير علاقاتها مع مصر الدولة المحورية ومركز ثقل منطقتي الشرق الأوسط وأفريقيا، فضلاً عن سياستها المتوازنة تجاه التحديات المعقدة في محيطها الإقليمي المضطرب. كما أشاد رئيس رومانيا بالعلاقات التاريخية الممتدة التي طالما ربطت بين البلدين، وبالزخم الذي شهدته تلك العلاقات خلال الفترة الأخيرة من خلال تبادل الزيارات رفيعة المستوى، والتي كان آخرها اللقاء الثنائي الذي جمع بين الزعيمين بشرم الشيخ في فبراير الماضي على هامش القمة العربية الأوروبية الأولى، مؤكداً دعم رومانيا ومساندتها لمصر فى دفع عملية الإصلاح الاقتصادى والتنمية، والتى تعد بمثابة استراتيجية وطنية ملهمة تحظى بكل الاحترام والتقدير من الشعب الروماني، ومعرباً عن إعجابه بالإنجازات التى حققتها مصر خلال الفترة الأخيرة في مجال التنمية ومشروعات البنية الاساسية. وأوضح المتحدث الرسمي أن السيد الرئيس وجه الشكر لرئيس رومانيا على حفاوة الاستقبال، مؤكداً سيادته حرص مصر على تعزيز علاقاتها مع الجانب الروماني في مختلف المجالات، لا سيما في ظل العلاقات الخاصة بين البلدين، ومشيداً بمواقف رومانيا الإيجابية والمقدرة تجاه مصر، وما تحقق من تطور كبير في العلاقات بين البلدين خلال الفترة الماضية في ظل الاهتمام المتبادل من الجانبين بدفع العلاقات الثنائية إلى آفاق أرحب. كما استعرض السيد الرئيس خلال المباحثات تطورات الخطة التي تتبناها الحكومة المصرية للإصلاح الاقتصادي الشامل، والمشروعات القومية الجارى تنفيذها بما تتيحه من فرص للاستثمار، مؤكداً سيادته الاهتمام بتحقيق نقلة نوعية في مساحة التعاون الثنائى بين البلدين، لا سيما عن طريق تشجيع التعاون بين مجتمع رجال الأعمال في الدولتين بشكل ينعكس على تطوير حجم التبادل التجاري والاستثماري، بما في ذلك البناء على نتائج الدورة الثالثة للجنة الاقتصادية المشتركة المنعقدة بالقاهرة في فبراير الماضي، فضلاً عن تعزيز التعاون المشترك في عدد من المجالات الواعدة كالطاقة في ضوء الاكتشافات الاخيرة للغاز في الحقول البحرية في مصر ورومانيا، إلى جانب مجال السياحة الذي شهد مؤخراً مضاعفة عدد رحلات الطيران لمدينتي شرم الشيخ والغردقة بما يعكس الجاذبية التي تتمتع بها المقاصد السياحية المصرية للسائحين الرومانيين. وأضاف السفير بسام راضي أن المباحثات شهدت أيضاً تبادل وجهات النظر بالنسبة لعدد من الملفات والأزمات الإقليمية، كعملية السلام فى الشرق الأوسط وسوريا وليبيا واليمن، مع استعراض تداعياتها على أمن منطقة المتوسط، حيث اتفق الجانبان على أهمية الحفاظ على وحدة الدول وسلامة أراضيها، بما يساهم في تلبية طموح شعوب تلك الدول في التمتع بحياة آمنة ومستقرة، وهو ما يتوافق مع ثوابت الموقف المصري تجاه تلك القضايا الذي يرتكز على عدم التدخل في الشئون الداخلية للدول والتحرك في إطار من البناء والتعاون والتنمية، كما ثمن الرئيس الروماني من جانبه الجهود المصرية ذات الصلة للتوصل إلى حلول سياسية لمختلف الأزمات التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط. أما على الصعيد الأفريقي والأوروبي، فقد توافق الرئيسان حول ضرورة تكثيف التنسيق والتشاور حول القضايا والملفات ذات الاهتمام المشترك في هذا الصدد، لا سيما خلال الفترة الحالية التي تتزامن فيها رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي مع رئاسة رومانيا للاتحاد الأوروبي، بما في ذلك استكشاف آفاق التعاون الثلاثي بين البلدين في القارة الأفريقية في ضوء الاهتمام المشترك بدعم التنمية في القارة وصون السلم والأمن بها، فضلاً عن مواصلة رومانيا لدورها الداعم داخل الاتحاد الأوروبي لتعزيز تنفيذ كافة مكونات اتفاقات المشاركة مع مصر كدولة جوار، بالإضافة إلى تعظيم التنسيق المشترك بين الاتحاد ومصر والعمل على الارتقاء بعلاقات الصداقة والتعاون الثنائي، خاصةً بعد انتظام انعقاد مجلس المشاركة بين الجانبين خلال العامين الماضيين. واتفق كذلك السيد الرئيس والرئيس "يوهانيس" على ضرورة تعزيز التعاون المشترك لمكافحة الهجرة غير الشرعية من خلال منظور شامل، والعمل على القضاء على الأسباب الرئيسية التي تشجع علي تلك الظاهرة، إلى جانب استعراض آخر التطورات الخاصة بمكافحة الإرهاب الذى بات يهدد مختلف دول العالم، حيث تم تأكيد أهمية تكاتف المجتمع الدولى للتعامل مع التنظيمات الإرهابية.